العادات والتقاليد.. إلي أين؟!
بقلم/ ساره عادل
بعد إنهاء يوم عمل طويل استوقفني مشهد رائع وأنا في طريقي لمنزلي.
فتاة في المرحلة الثانوية تركب دراجتها مرتدية زيها المدرسي الطويل وتضع حقيبتها أمامها.. ذلك المشهد الطبيعي والمألوف جدا في المدينة جعلني ابتسم إبتسامة رضا لأعود بالزمن القديم.. حيث كنت فتاة ريفية صغيرة أقصي طموحها أن تقود دراجة توفر عنها عناءالطريق إلي المدرسة كمثلها من الذكور.. إلا أنني صدمت من رد فعل أبي بالرفض.
هذا المشهد يتكرر حتي الآن بأكثر من طريقة مع الفتيات والذكور أيضاً في مناحي كثيرة ؛من رفض أمور عديدة لا تتعارض مع الدين في شئ ؛إلا أنها تتعارض مع
_العادات والتقاليد _
إنها الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الكثير من فئات المجتمع المصري ؛وبالأخص المناطق الغير حضرية ..وهم فئة ليست بالقليلة.
تلك الفئة التي استغلها مدعوا الإلتزام الديني ممن يتشدقون بكلمة _حلال وحرام_دون مرجعية حقيقية.
خلطوا الدين بالعادات والتقاليد فضلوا طريق الرشاد.
ذلك الخلط الذي أصاب المجتمع بالخلل بين _الصواب الخطأ_و_الخطأ الصواب_
ولمعالجة ذلك الخلط.. يجب العودة إلي صحيح الدين ورموز السلف الصالح.. والتعمق في المفهوم الحقيقي للإسلام.
فالدين الإسلامي هو دين الحياة.. دين السعادة.. دين الرحمة الذي يعين البشر على تعمير الأرض بالخير.
*فالإسلام هو (عمر بن الخطاب) الذي قال علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
*وهو الصحابية الجليلة (كٌعيبة بنت سعد الأسلمية) أول طبيبة مسلمة. التي اختارها الرسول صلّ الله عليه وسلم لتقوم بعملها في خيمة متنقلة_أول مستشفى ميداني _
*الإسلام هو الشاعر (حسان بن ثابت) حين قال عنه رسول الحق في رده عن قول المشركين بهجائهم النبي "هجاهم حسان ‘فشفي واشتفي "
*الإسلام هو نبيّ اللّه (مٌحمد) وخير خلقه يستبق السيدة عائشة ويداعبها بقوله "واحدة بتلك ".
وهنا سأسترشد برأي الإمام (محمد عبده)عندما انتقد حال مجتمعنا بعد عودته من أوروبا ؛قائلاً "وجدت في أوروبا مسلمين بلا إسلام ووجدت في بلدي إسلام بلا مسلمين "
إن الإنتقاص من شأن العادات والتقاليد أمر غير مقبول جملةً ؛ولكن يجب علينا إنتقاء العادات الحسنة ‘ونبذ العادات السيئة كالتحقير من دور المرأة أو منع الفتيات من ممارسة الرياضة ‘أو سلبهن حقوقهن في التعليم والحياة ممايخلق مجتمعاً هشاً ضعيف البنيان.
مرحباً بالتعليقات الجديدة .