حياتي مع الكتابة
بقلم / إسماعيل خوشناو
كثيرا ما يسحبنا الحياة للجلوس مع الاخرين نظرا لواقعنا الاجتماعيي ف((الانسان كائن اجتماعي))،لتجمعنا مائدة المحادثة مع فرد او افراد ،وقد ننتظر دورنا في الحديث فلا يفسح لك المقابل المجال و لا يسمح لك بفتح فمك للنطق ، فيتحول مائدة التواد والحوار الى مائدة التشاؤم و التباعد ، وإن تجرأت واردت شق الاصوات والدخول الى دائرة المحادثة فعليك ان تقطع حدود اللباقة و اصول الحوار ، وتتحول من عالمك الثقافي الى عالم لا تحبه و ترضاه وتكون كالمثل المتداول الذي ينفر منه العقلاء ((اذا دخلت عالم العميان فعليك ان تمسك بعينيك)) .
اما الحياة مع الكتاب فما الذه و اطيب مثواه .معك اينما كنت ، لا يدعك حتى تدعه ، لا يقطع كلامك وان قطعته ،يحاورك ويضع الاعتبار لرأيك ، يضع لك النقطة اينما احببت ، لتتكلم براحتك وتصارحه برأيك ، فهو قرة العين وسكون القلب و جنة الراحة .
احبُ الكتاب و الكتابة ففيهما اجد شخصيتي ، وقوة كياني ، ومرآة صدق لحياتي ، فبهما لا اضل ابدا ، فهو وطني الثاني ، فأعتز لوطنيتي لوطني الام و وطني الكتاب والكتابة . فأكتب عن نفسي و حياتي و عما يدور من حولي ،فأفرز عما في داخلي و كأني في رياضة روحية ، واضع عن كاهلي هموم الدنيا ، لاطير في سماء السعادة .
احس بما حولي و بذلك اكمل انسانيتي ، ولا اضيع هذه الاحاسيس فأكتبها لتكون اجمل لوحة فنية ، فأعلقها في سماء خيالي لتكون معي اينما كنت .
كثيرا ما أراد الهموم ان يضيق صدري ويغتيل نفسي ويرسلني الى عالم الاموات ، فأنقذتني الكتابة وشاركتني همومي ، فسمحت لي بأن اكتب على اوراق مسامعها ما آلمني وضيق صدري . فبالكتابة وجدت الراحة و الهداية ، ووجدت طريق الخلاص والفلاح مما اعاني ، وانني لم أبق لوحدي ، واصبح لي من يحمل عني همومي ويطويه ليوم يفرج الله له الحل و المخرج .
ليس بالضروري ان تكون كاتبا لتكتب او اكاديميا لتملأ السطور ، فكم ممن سمعنا بهم قد كتبوا لانفسهم نظرا لحبهم للكتابة ، فأصبح كتابتهم بعد زمن كتابا عالميا او مصدرا يستفاد منه ، فالكتابة روح و حياة لك اليوم وللاخرين غدا او بعد غد .
مرحباً بالتعليقات الجديدة .