ضد رامز جلال ضد تعليم التنمر

كتبت مي فوده

حين كنا صغارا تعلمنا أنه من الشيئ السئ بل البغيض أن ننعت أحد ما على سبيل السخرية بالسمين أو النحيف أو الأسود أو أي صفة فيه يختلف بها عن زملاؤه حتى لا نضايقه ونجرح مشاعره 

تربينا أن نكون دائما ضد السخرية من الآخر,والتنمر قبل أن نتعرف أكثر حتى ذلك المصطلح وينتشر هذا الإنتشار الكبير

لكن حين كبرنا ومنذ تسع سنوات وبرنامج المقالب لرامز جلال يعرض كم هائل من السخرية المغطاه بالمزاح لإثارة ضحك الجمهور على عيوب الفنانين ونجوم المجتمع الذين يتم استضافتهم

لا يوجد ضيف سمين إلا وذكر رامز جلال ذلك على سبيل المزاح !

ولا يوجد حتى شخص طويل أوحتى نحيف إلا وذكر ذلك أيضا!

خلفيات الفنانين الثقافية والإجتماعية لم تسلم أيضا من لسانه الساخر والجارح ,ولكن السؤال الان إذا كان رامز جلال يطلق سخريته على الفنانين على اعتبار أنها مزاح ليس أكثر وإذا كان هؤلاء الفنانين يتقبلونها بروح طيبة وصدر رحب

فهل المشاهدين من الأطفال سيرونها كذلك!

أم سينظرون إلى ذلك الشاب الذي يظهر في التلفاز ويستضيف المشهورين و نجومهم المفضلين ويذهب إلى البلدان الجميلة ذات المناظر الجذابة ويجهز المقالب المختلفة ويطلق النكات على أنه شخص جذاب ومميز ،يفاجئ الآخرين, وربما يريدوا أن يقلدوه ويقتدوا به,ليكونوا مميزين,مختلفين وسط أصدقائهم في المدرسة

مين اللي كرشها شبه التكييف "انزل يا تقيل على الساحة""وهي نازلة من الطيارة تحس 

إن بطريق مجنح" هذه الأوصاف التي وصفها رامز للفنانة شيماء سيف سخرية من وزنها الزائد,وصرحت بعض المصادر أن الإهانات كانت أكثر من ذلك في هذه الحلقة تحديدا مثل وصفه لها بأنها" تيريللا متحركة" وقال أيضا "دي المفروض تنام مع سيد قشطة" لكن إدارة القناة حذفت هذه الجمل ولم تعرضها في الحلقة بسبب بكاء شيماء سيف عند مشاهدتها للحلقة في الكواليس.

كما شبه أيضا الفنان أحمد فتحي بالفأرالجبلي وقال أنه نموذج للإنسان الخواف,أيقونة الجبن

وقال عن الفنان أحمد رزق في حلقته أن نوعه "ذكر لكن ساعات وهوماشي بيدي على البطريق"

وفي حلقة الفنانة فيفي عبده استخدم جمل مليئة بالسخرية مثل"هي تخينه ولا حامل ولا ايه,ده مش كرش يا فيفي ده غازالهيليوم! "دي مش بتعرق عرق عادي فيفي عبده بتعرق لوبيا"

وفي مقدمة الحلقة أيضا الخاصة بالفنانة فيفي عبده قال"لما خوفها يوصل لدرجة البيبي"تتملكني لذة الفخر" لا أعرف كيف تم السماح بعرض مثل هذه الجملة أصلا على شاشة التلفاز وفي وقت الإفطار في شهر رمضان!

لكن ماذا ننتظرمن شخص يهدد بالسيف في مقدمة الحلقة وكأن العنف أصبح من أشكال المزاح المباحة,وأحد كلمات أغنية المقدمة لبرنامجه "رامز هيعبيك في شوال" وبالطبع كل معاني وإيحاءات هذه الجملة وغيرها من الجمل تعبر عن الوصول لأقصى درجة من إخافة الضيوف ومفاجئتهم وهلعهم وفزعهم بأشياء غير متوقعة مثل النزول في شلال واصطدام عوامة الإنقاذ بالصخور تباعا والصريخ والعويل من ممثلين المقلب,وخروج شخص متنكر بغوريلا فجأة عليهم.

هل ننتظر أن يصبح منهاج الأطفال والشباب من المشاهدين كمنهاج رامز في المزاح المليئ بالسخرية والإهانة الذي ربما ينتقل من كونه مزاح جارح الى أسلوب حياة جاد ومتعمد وlومتكرر لجرح الاخرين ويتحول الوضع الى التنمر والإهانة والإخافة والإستفزاز ليخرج الشخص أسوء ما عنده,أو يكتم في نفسه ويصاب بالامراض النفسية الشديدة حتى يمنع عرض البرنامج؟!

أم أن هذه مشكلة غيرمهمة ولن تحرك الجهات المسؤولة على إيقاف البرنامج,ويجب أن يصاب أحد ما أولا بصدمة عصبية أونفسية في أحد الحلقات,أو يتوقف قلبه من صدمة المقلب ثم توجه تهمة الشروع في قتل أو ربما القتل أيضا الى القائمين على البرنامج ليتم إيقافه!