بقلم دعاء سنبل
"الصمت الزوجي" هو مشكلة يعاني منها بعض الأزواج ،وهي المؤشر الدال على جمود وفتور العلاقة الزوجية ، لإن التواصل الزوجي وبقائه بين الأزواج له أثر إيجابي كبير في العلاقة الزوجية ويؤدي للتماسك والأستمرار والتوافق بين الزوجين.
لكن الخرس الزوجي دائماً يكون له أثر سلبي على الزوجين حيث تغيب لغة الحوار بينهم ،وينشغل كل منهم عن الآخر بأموره الخاصة ويفقده التواصل اللغوي والعاطفي ويصبح لكلاً منهم حياة منفصلة ،
وتختفي الأهتمامات المشتركة بينهم ، و تنشغل الزوجة في أمور أولادها وأعمالها المنزلية وعلاقاتها الإجتماعية مع الأصدقاء والأقارب، أم الزوج فينشغل بعمله وأصدقائه وبعض الأحيان في البحث عن الجديد في عالم التكنولوجيا والسيارات والرياضة،ويصبح لكل منهم عالم خاص به وبعيد كل البعد عن وجود أي شئ مشترك أو أي حوار ومن هنا يدخل الزوجين في الخرس الزوجي .
أسباب الخرس الزوجي
تتعدد أسباب الخرس الزوجي وتختلف من شخص لأخر لكن النتيجة واحدة ومن تلك هذه الأسباب:
قد يكون الصمت نتيجة تكوين الشخصية وتاريخها الأسري :فهناك شخصيات تفضل الصمت بطبعها .
وهناك شخصيات تدفع الطرف الآخر للصمت مثل :الشخصية الانطوائية.
قد يكون الصمت نتيجة إعتقادات ومفاهيم وخبرات يحملها الفرد وتؤثر في سلوكه نتيجة عادات وثقافات إجتماعية أو مفاهيم دينية سلبية أو خبرات أكتسبها من المجتمع المحيط به .
من أسباب الخرس الزوجي أيضاً عدم تحمل الزوج للمسئولية ،واللامبالاة مما ينعكس سلباً على تعامل الزوجين من بعضهما.
من أهم الأسباب أيضاً كثرة الخلافات بين الزوجين ، وذلك لأسباب عديدة منها العنف بين الزوجين بكافة أشكاله وإفتقار أحد الزوجين أو كلاهما إلى إستخدام مهارات التواصل ومهارات حل المشكلات .
في بعض الأحيان يكون الأسباب الإقتصادية والهموم ، والضغوط المعيشية تحمل الأزواج على عدم الرغبة في الحديث والحوار.
أضرار الخرس الزوجي على الأسرة
بعض البيوت تُهدم بسبب هذا الخرس الزوجي ويوجد حالات طلاق كثيرة سببها الخرس الزوجي اتجاه أحد الزوجين أو كليهما للخيانة حتى وإن كانت خيانة معنوية ليشعر ببعض الإهتمام ومحاولة إيجاد شخص آخر يتحدث معه عن مشاعره واحتياجاته العاطفية.
فالأبناء يلاحظون هذه العلاقة الفاترة وتؤثر عليهم سلبا ليس أجمل من أن يجد الأبناء العلاقة جميلة بين الأب والأم والمشاعر الفياضة والأحاديث التي لا تنقطع فكلها عوامل تزيد ثقة الأطفال في أنفسهم وتطمئنهم في الحياة.
علاج مشكلة الخرس الزوجي
يجب على الزوجين تعلم التواصل وفن الحوار ،ومعرفة أهمية الحوار بين الزوجين وإختيار أفضل العبارات لابد عند الخلاف في الرأي أن يوجدالأحترام المتبادل بين الزوجين.
ولابد أن يعبر كل منهم للأخر عن مشاعره وحبه للأخر، ويجب وجود التوافق النفسي وتنمية روح الأنسجام .
تجنب الخلافات والمشاكل في حوارهم مع بعضهم، لخلق لغة الحوار القائم على التفاهم لابد أن يدرك الزوجان أن الخلافات والعصبية لن تصل بهم إلى نتيجة إيجابية، والأفضل هو محاولة إيجاد حلول مناسبة للخلافات بدلاً من تبادل الإتهامات ، والإتفاق على التفكير بعقلانية قبل إتخاذ أي قرارات، وعدم الوقوف على الأمور التافهة وخلق مشاكل بينهم.
التحدث بصراحة في حالة شكوى أحد الطرفين من الطرف الآخر أو شعوره بما يضايقه لابد أن يتحدث بصراحة وبوضوح لأن كتم الشكوى والضيق وعدم التحدث عن المشكلة يضاعفها ويضعف العلاقة بين الزوجين.
تقبل الزوجين لبعضهم البعض لا يخلو أحد منا من العيوب، ولكن تقبل هذه العيوب هو أكبر أشكال الحب فتحتاج المرأة أن تشعر أن زوجها يقبلها ويقدرها بالرغم من عيوبها ويحتاج الرجل أن يشعر بالإهتمام حتى إذا لم يصرح بذلك وهذا التقرب يقوي العلاقة بينهما ويزيد تقاربهما ولا يصبح للخرس الزوجي وجود .
مشاركة الزوج في تربية الأبناء يتيح للزوجة الوقت لتهتم بنفسها أكثر والتفرغ لإسعاد زوجها.
الخرس الزوجي قد يكون سبباً في حالات طلاق إذا لم تعالج المشكلة ،و لا تتركوها حتى تصل إلى حائط سد تحدثوا وتحاوروا ، ولا تتركوا الخرس الزوجي يدخل بيوتكم ، عبروا لبعضكم عن مشاعركم ،فالحياة نعيشها مرة واحدة ، لا تتركوا الملل يتطرق إليكم والحزن يسود حياتكم .
مرحباً بالتعليقات الجديدة .