كتب / دكتور مسعد السيسي
رغم انني قد اصبحت بالسنة الاولي بالتعليم الجامعي الا أنني مازلت أعشق العاب الكمبيوتر . أخيرا رضخ أبي لمحاولاتي الدائبة لشراء جهاز( بلاي ستيشن فور). كنت أعلم أن أبي لن يستطيع شراء الجهاز بسهولة وكنت أعلم أيضا ان السبب هو قصر ذات اليد. لم يكن أمامي الا أن أهدد أبي بطريقة خفيه واضغط عليه لاجبره علي تلبية طلبي فقد كنت أعلن دوما مهددا أن حصولي علي الجهاز سوف يحفزني علي الاجتهاد وحسن مطالعة دروسي .
لا ادري كيف ساقتني أنانيتي لتجعلني الا اري الا رغباتي. اعلم أن أبي قد دفع سبعة الاف من الجنيهات لشراء هذه اللعبة. وقد كنت كثيرا ماأراه يعطي لامي بنطلونا أو قميصا لرتق فتقا به فتقول له أمي
...يااخي اشتري لك قميص جديد الياقة دابت
.....فيرد مبتسما ان شاء الله لما تفرج .
لا انكر أن هذا كان يؤثر في نفسي قليلا ولكن سرعان ماأنسي .
منذ عدة أيام كنت أجلس ممسكا بذراع الجهاز امارس احدي اللعبات الشيقة . عبر أبي أمامي متخطيا السلك الممتد وسألني ان كنت قد تناولت عشائي. فهززت رأسي بالنفي دون أن أنظر اليه .دخل أبي الي المطبخ وبعد عشر دقائق لمحته وأنا مستغرقا في اللعب يحمل صينية صغيرة عليها بعض الساندويتشات . كنت جائعا ولكن الهتني اللعبة فأنستني الجوع .
فجأة وقعت الصينية من يد أبي بعد أن تعثر في السلك الممتد من ذراع الجهاز وانفصل التيار . انتابني غضب شديد وقمت بتعنيف أبي بصوت عالي....اعتذر أبي وبدأ يلملم في الساندوتشات التي وقعت علي الارض وبدأ في رصها علي الطبق مرة أخري ليقدمها لي لكني أشحت بيده قائلا له باسلوب يخلو من الذوق مش عايز.
انصرف أبي ودخل الي غرفة نومه . دخلت الي الغرفة متظاهرا بالبحث عن شيئ فنظرت لي أمي نظرة قاسية مؤنبه. رايت الدموع في عيني أبي .الأ ادري مالذي منعني من الاعتذار له لكنني لم أهنأ بالنوم في تلك الليلة وظللت انتظر طلوع الصباح بفارغ الصبر .
في اليوم التالي أعدت الجهاز الي علبته وقمت ببيعه الي أحد المتاجر بخسارة بسيطة . وضعت المبلغ في مظروف ومعه ورقة صغيرة وأغلقت المظروف. أعطيت المظروف لابي الذي نظر لي مندهشا . اخذ يقرأ الورقة ثم احتضنني وهو يربت علي ظهري . لمحت أمي تنظر لي وعلي وجهها ابتسامة رضا.
مرحباً بالتعليقات الجديدة .