حديث الصمت
كتب - خلف رزق
وكان صباح وكان مساء وفى اليل مروا من هنا أربعة شباب يتحدثون حديثاً صامتاً يتحدثون بلغة الإشارة ، قد يبدو لك اذا مررت بجوارهم أنهم هادئين لا تسمع لهم صوت لا ترى إلا الايد تشير والعين يعبر وحركات يفهمونها جيداً ، تحدثوا كثيراً وصرخوا وضحكوا وسخروا تضايقوا بدون أن يزعجوا احداً اعترضوا تمردوا بلا صوت تكلموا عن الغلاء والحب والنساء والخبز والخمر والإنسان فى زمان التشييء والظلم وحكم الجور ، كانت لهم افكار تستطيع أن نطلق عليها يسارية كان لديهم شغف وحب للحياة
سٱل أحدهم الآخر هل حب الحياة والشغف مرض هل يعاقب عليهم القانون هل حب الحياة والشغف جريمة ضحك الآخر ٱشار للباقين فضحكوا فيما يبدو أنهم جمعتهم مدرسة واحدة وظروف مشابهة وفصلم عدم الكلام عن من حولهم قد يبدو للناظر إليهم أنهم مساكين لكنهم يستحوذون على معنى الحياة ودماء الحب وقوة المرح والإرادة كانت لهم مواهبهم فمنهم من يرسم ومن يقرأ كثيرا ومن يعزف ومن يفرد يده وتنبت له الجناحين ويطير مغمض العينين ومن يسافر كل يوم الى اى مكان عبر الخيال ، لم يشعروا بالحزن على الرغم من الصمت صمت اللسان فالقلب لم يصمت والعقل لم يتعطل
مرحباً بالتعليقات الجديدة .