أبنائنا و المستقبل

كتبت/ د اسماء عبداللطيف

المستقبل كلمة تخيف البعض, وتبهر البعض الآخر، كلمة تحمل في طياتها الكثير من الأماني والأحلام والسعادة والامل، ولكن كيف نعد العدة لهذه الاحلام العريضة كيف نبدأ؟؟؟ 

ومن أين نبدأ؟؟؟؟

ماهي البداية الحقيقية؟؟؟؟؟

أن نسامح بسهولة الطفل الذي يخاف من الظلام، أما مأساة الحياة الحقيقية فهي عندما يخشى الرجال الضوء , أن نزرع بذور القوة في أطفالنا أسهل من أن نداوي رجالاً محطمين.

فالنبدأ إذن من البداية

تُعتبر فترة الطفولة فترة أوَّلية من عمر الإنسان، حيث وصفها علماء النفس بأنَّها فترة حسَّاسة جدَّاً، وهي أيضاً وفي ذات الوقت فترة مرنة من عمر الإنسان، حيث يكتسب الإنسان في هذه الفترة أطباعاً وعادات تبقى ملازمة له خلال فترة حياته كلِّها، ومن هنا فقد أطلق عليها علماء النفس اسم الفترة التكوينيَّة، حيث يتحدَّد فيها ذكاء الإنسان، وينمو فيها أيضاً نموَّاً متكاملاً متوازناً يحقِّق له ذاته في المستقبل وهي تمتد منذ الميلاد الي نهاية مرحلة المراهقة وبداية سن الرشد عند سن واحد وعشرون عاما. إنّ أهميَّة مرحلة الطفولة تتلخَّص في اكتسابه للعادات والقيم المختلفة خلالها؛ فلو اكتسب الإنسان العادات الجيدة، والقيم والأخلاق الرَّفيعة فإنَّه حتماً سيشبُّ عليها، أمَّا إن اكتسب العادات السيّئة والأخلاق الرديئة؛ فإنَّه سيكون وبالاً على المجتمع عندما يكبر، وهذا لا يعني أنَّ الإنسان لا يمكن له أن يقوِّم اعوجاجه الذي نشأ عليه عندما يكبر، فكلُّ شيءٍ قابلٌ للإصلاح ما وجدت الإرادة والعزيمة لذلك ولكنه سيأخد وقت أطول ومجهود مضاعف, 

وإن أهم مرحلة في حياة الإنسان لا تتمثل في مرحلة الدراسات الجامعية، بل تتمثل في أولى مراحل الحياة التي تمتد من الولادة إلى سن السادسة. فالأطفال هم أهم مورد في الحياة. وتربية الأطفال مهمة تتطلب تضافر الكثير من الجهود واقترف البشر أخطاء كثيرة ولكن أسوأ جريمة اقتُرفت على الإطلاق هي التخلي عن الأطفال، وإهمال ينبوع الحياة. ويمكن إرجاء الكثير من الأمور إلى وقت آخر. الكثير نعم، ولكن باستثناء الرعاية بالأطفال. فمرحلة الطفولة هي المرحلة التي تنمو فيها كل خلية من خلايا جسم الطفل وكل حاسة من حواسه، وبالتالي علينا أن نتصرف اليوم وألّا نترك الأمور إلى الغد , فالعادات التي نكسبها للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة هي التي تحدد ما إذا كان الأطفال سيعيشون حياة الفقر أو الثراء، أو الإنتاجية أو الخمول، أو الخير أو الشر، كل طفل فنان... المشكلة هي كيف يظل فناناً عندما يكبر فلنعلمهم إذن العادات الجيدة منذ صغرهم لنضمن لهم مستقبلاً آمناً. 

وكلنا عرفنا في طفولتنا لحظات كانت بمثابة ولادة جديدة، وعندما نعود بالذاكرة إلى تلك اللحظات نقول لأنفسنا، إنه اليوم الذي أصبحت فيه ما أنا عليه الآن , إذا عاش الطفل في جو من الرضا، تعلّم أن يرضى بذاته وعليك أن تعرف أن أطفالك فد كبروا عندما يبدؤون في طرح أسئلة لها إجابات وتدريب الأطفال مهنة متخصصة؛ وفيها يجب معرفة كيفية إضاعة الوقت للحفاظ عليه. أن يكون عندك أطفال لا يجعل منك أباً... تماماً كأن يكون عندك بيانو لا يجعل منك موسيقار. ذاك الذي يستخدم عبارة:.. أسهل من خداع طفل.. لم يجرب أبداً أن يخدع طفلا

وختاما:

إن أولادكم ليسوا بأولادكم إنهم أبناء أشواق الحياة وبناتها ,

هم وان كانوا معكم ليسوا لكم , أنتم تستطيعون أن تعطوا أولادكم محبتكم ولكنكم لا تستطيعون أن تلقنوهم أفكاركم لأن لهم أفكارهم وتستطيعون أن تقيموا المساكن لأبدانهم لا لأرواحهم لأن أرواحهم تسكن مساكن الغد الذي يمتنع عليكم حتي في أحلامكم , ولكم أن تكونوا مثلهم وليس لهم أن تجعلوهم مثلكم لأن الحياة لا تمشي لا تتمها مع الأمس , أنتم الاقواس وأولادكم السهام الحية التي تنطلق عنها.

د.أسماء عبد اللطيف.