القصص وترغيب الطفل بالطعام الذي يكره او تعديل سلوكه
كتب - سالى عبد المنعم
اختصاصية علاج نفسى وتعديل سلوك
القصة هى الحل الأمثل للترغيب لطفلك فى الأطعمة التى يكرهها او اى سلوك ترغبين فى اتجاه طفلك إليه :
القصة، هى أحد الأساليب الهامة فى تعديل السلوك، أو الترهيب والترغيب فى بعض السلوكيات، التى نريد أن نربى أطفالنا عليها، وأسلوب القصة ليس بالشئ الجديد أو المستحدث، فهو موجود منذ الأذل، فلا يخلو دين من الأديان أو كتاب سماوى من القصص والعبر التى تحكى عن قوم رحلوا، أو حتى عن أقوام لم نراهم بعد، وخير مثال هو قصص القرءان الكريم.
فالقصة استخدمت منذ القدم لتغيير سلوكيات البشر، كباراً منهم أو أطفالاً، بذكر أحداث ومواقف وتفاعلات بين البشر، يكون لها بداية ثم وسط ثم النهاية التى يكون فيها نتيجة السلوك ومظاهره.
كذا الحال استخدم الآباء والأمهات القصة لأطفالهم، إما لمسامرتهم، أو مساعدتهم على النوم، أو تعليمهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بعض السلوكيات المرغوبة، والحد أو البعد عن السلوكيات الغير مرغوبة، فعادة كان يستخدم الأباء والأمهات قصص الرعب مثل «الأم الغولة، أو أم اربعة وأربعين، أو ابو رجل مسلوخة» فى ترهيب أطفالهم من الخروج وحدهم، أو حثهم على النوم، أو تصحيح وتعديل بعض سلوكياتهم.
ومع الوقت تحولت القصة من القصة الخيالية، إلى القصة المصورة التى تصاحبها الصور المطبوعة، والتى تحكى عن أحداث قد تكون حقيقية أو خيالية، والتى تنافس فيها المتنافسون فى صنع الأحداث والإخراج ورسم الصور، حتى باتت تلك القصص منتشرة كانار فى الهشيم فى كل المكتبات وعلى الأرصفة.
تلى ذلك القصص الكرتونية، كتطور طبيعى للتكنولوجيا التى يشهدها هذا العصر، لتصبح صوتا وصورة متحركة، والتى حاذت على إقبال الكثيرين من جمهور الكبار قبل جمهور الأطفال، والتى أصبحت المتهم الرئيسى فى أصابة الطفل بالتوحد، وهنا أقول متهم حتى تثبت إدانتها.
ما العيب فى أن نقوم بتأليف القصص خصيصا لأبنائنا، وما الجدل الذى سيحدث إن إخترعت القصة الخاصة بك.
ولكن لماذا القصة الخاصة وما أهميتها؟
القصة ستفيدينا كثيرا فى تعديل وأكساب السلوكيات المرغوبة للطفل، والتى يمكن لك تحديدها من قبل نفسك أو من قبل الاخصائى الذى تتعامل معه، لنفرض أن طفلك يعانى من الخوف من الغرباء، لماذا لا تصنع لطفلك قصة تحوى صور الغرباء والمقربون والاقارب الحقيقية، ولتصنع حوار بينهم وتقصة على طفلك مدعما ذلك بالصور التى بين يمينك.
لنفرض أن طفلك يخشى من أكل أحد الفاكهة كالموز مثلا، لما لا تصنع قصة عن الموز وفوائدة تجعل من الموز هو بطل القصة وتصنع حوارا بين الموز وشخصيات أخرى تضمنها داخل قصتك، ليتحول الموز من مجرد كائن كريه إلى كائن يحبه الطفل.
ماذا لو أن طفلك يخاف من العربات، وصنعت بنفسك قصة مصورة لحوار كاريكاتورى بين العربات وبعضها وجعلت من صورة طفلك أحد أبطال القصة التى يدور بينها وبين العربات حوارا فكاهى يحمل طابع الحب والصداقة.
وهناك أخرى واخرى واخرى من السلوكيات التى يمكن أن تصنع لكل سلوك قصة فى منزلك، تستخدم فيها طفلك بطلا فى القصة، وباقى الأبطال تصنعهم بنفسك، إن لم تكن تملك قلما ومحبرة وتستطيع الرسم، فلتأتى بصورا حقيقية، تلصقها فى كراسة قصتك ستكون أفضل بكثير.
ضف إلى ذلك أن القصة بهذه الطريقة ستساعد طفلك على الكثير:
1- تنمية اللغه الحوارية بين الطفل والاخر
2- زيادة التفاعل الاجتماعى
3- اكتساب مفردات جديدة
4- تنمية المهارات الأجتماعية لدى الطفل
5- تعديل السلوكيات الغير مرغوبة
6- اكساب السلوكيات الجديدة
7- والأهم من كل ما سبق، ستزيد القصة من إرتباط طفلك بك، وستزيد من فرصته للتقرب منك وإشباع ذاته من الحب والحنان الذى قد تكون منعتك ظروف الحياة من إعطاء ولدك إياه.
هل هذا وفقط؟
لا لم تنتهى أفكارى بعد، فماذا لو أنك اليوم قد صنعت لطفلك قصة عن سوق الخضار، وجعلت من الخيار والطماطم وباقى الخضروات أبطالا للقصة، وكان طفلك هو محور أحداث القصة، ماذا لو أنك انتهيت الأن من قراءة القصة ورأيت فى عين ولدك الانبهار أو الاستجابة، والتى ستكتمل وتزيد نتائجها، إن اخذت طفلك من يده وذهبت به لسوق الخضار لتعرفه حقيقة على أبطال قصتك.
كذا الحال فى كل الأمور إجعلها تكون كالتالى:
1- إصنع لطفلك قصة هو بطلها
2- قومى بقرائتها له
3- إعطه الإثارة والتشويق الذى يطلبه
4- لا تنسى الضم والأحتضان والقبلات أثناء حكى القصة
5- الأن قم بتحويل القصة لواقع عملى يراه ويلمسة طفلك
مثال
قصص الرائعة الاستاذة مرفت السنجيدى Mervet Elsangedy والتى اسمتها «دوورو» لفت إنتباهى بساطتها، وسهولتها، وتضمنها فكرة الأعتماد على السلوك المرغوب تعلمة للطفل، لا أن تكون مجرد قصة خياليه تحوى الألوان والصور التى تجزب إنتباه الطفل أكثر من مضمونها.
مرحباً بالتعليقات الجديدة .