كتب/ أمجد زاهر
يعد الفنان "ذكى
رستم" احد أهم نجوم السينما المصرية على مدار تاريخها، ولم يكن هذا بشهادة
النقاد والجمهور المصري فقط، إذ اعتبره العديد من النقاد العالميين أحد أكثر
الفنانين موهبة على مستوى العالم، واختارته مجلة "باري ماتش" الفرنسية
كواحد من أفضل عشرة ممثلين في العالم، كما وصفته مجلة "لايف" الأمريكية
بأنه من أعظم ممثلى الشرق ،لذلك نرصد فى ذكرى وفاته اهم محطات حياته الفنيه .
الكاتب/ أمجد زاهر |
المحطه الاولى "عشقه
للتمثيل"
عشق زكى رستم التمثيل
منذ الصغر، وكان يخرج مع مربيته لمشاهدة الموالد وعروض الأراجوز، وعندما كان طالباً
في المرحلة الابتدائية كان يذهب مع أسرته لمشاهدة العروض المسرحية التي تقدمها
فرقة جورج أبيض، وفي أحد المرات شاهد جورج أبيض وهو يؤدي شخصية أوديب في مسرحية
أوديب ملكاً، فعاد لمنزله وحاول استرجاع طريقة تمثيله، ولم يكتف بذلك فقط، إذ كان
يجمع أصدقائه وأقاربه تمثيل الروايات معه في بدروم القصر، ولم يكن التمثيل هوايته
الوحيدة، إذ كان بطلا رياضيا أيضا، وكان يهوى رفع الأثقال، وحصل على بطولة هذه
اللعبة عام 1923.
المحطه الثانيه
"علاقته بالفنانين"
نجح الفنان
الكبير"عبد الوارث عسر" فى تقديم ذكى رستم لرائد المسرح وقتها"جورج
ابيض" حيث طلب منه تقديم مشهد تمثيلى ،وبرع ذكى فى أداء هذا المشهد بتفوق واضح، وانضم لفرقه جورج
المسرحيه، حيث ظل يعمل فيها لمدة سنة ونصف تعلم خلالها الاندماج الكامل في الشخصية
وهو الأسلوب الذي اشتهر به جورج أبيض، وقد رفض زكي رستم خلال عمله مع جورج أبيض
تقاضي أي أجر، فكان حبه للتمثيل يجعله سعيدا بممارسة هوايته دون مقابل، رغم أن
الأجر المحدد له كان نحو 7 جنيهات، وهو ثروة بمقاييس هذا العصر، وقد ظل يعمل بدون
أجر في فرقة رمسيس التي انتقل إليها بعد تركه فرقة جورج أبيض، إلا أن يوسف وهبي
أقنعه بأهمية الاحتراف وتقاضي أجر، وبالفعل تقاضى أول أجر شهرى في حياته 15 جنيها،
وكان من الأجور المميزة داخل الفرقة، حيث كان البطل الأول يحصل على 25 جنيها، وبعد
عامين من عمله بالفرقة التحق بفرقة فاطمة رشدي و عزيز عيد، وكانت محطته المسرحية
الأخيرة في الفرقة القومية.
المحطه الثالثه
"اتقانه الشر"
برع زكي رستم في أدوار
الشر، وساعدته ملامحه الحادة على إتقان هذه النوعية من الأدوار، وقد وصل درجة
إتقانه أن الناس كانت تكرهه بالفعل، وتصوروا أنه فعلاً شرير، كما تميز أيضا في
أدوار الباشا الارستقراطي فى العديد من الأفلام، منها صراع في الوادي مع عمر
الشريف و فاتن حمامة اللذين قدم معهما دور الباشا في فيلم آخر هو نهر الحب، وقدمه
أيضا في فيلم أين عمري مع الفنانة ماجدة، وفيلم أنا الماضي مع فاتن حمامة و عماد
حمدي، ورغم تميزه فى أداء دور الباشا الارستقراطي، إلا أنه جسد أيضا شخصية الموظف
المطحون ببراعة ملحوظة فى فيلم"معلش يا زهر" لا تقل عن براعته في تقمص
دور ابن البلد أو البلطجي أو تاجر المخدرات أو رجل القانون، ولهذا أطلق عليه
النقاد لقب الفنان ذو الألف وجه.
المحطه الرابعه
"مدرسه الاندماج"
كان أهم ما يميز زكى
رستم قدرته العالية على تقمص أي شخصية يقدمها، وفي كثير من الأحيان عندما ينتهي من
أداء مشهد معين تتصاعد موجة من التصفيق من جميع الحاضرين، بما فيهم من شاركوه أداء
المشهد تعبيرا عن إعجابهم بقدرته العالية على الاندماج مع الدور، وقد صرحت فاتن
حمامة فى إحدى حواراتها أنها شعرت بالرعب عندما وقفت أمامه في فيلم نهر الحب من
شدة اندماجه، وعبرت بقولها " رستم يندمج في الدور لدرجة أنه لما يزقني كنت
بحس أني طايرة في الهواء" ، ومن المواقف الشهيرة الآخرى التي تدل على أن زكي
رستم يندمج في الشخصية التي يقدمها وينفعل بها ويتجاوب معها أنه أثناء تصوير فيلم
الفتوة أصر على أن يدخل فريد شوقي ثلاجة الخضار التي حبسه فيها زكي رستم في أحداث
الفيلم، وذلك لأن فريد خرج من مكانه في الثلاجة ليتابع الأداء البارع لزكي رستم،
فلم يستطع زكي أن يواصل الأداء عندما لمح فريد خارج الثلاجة، وأصر على دخوله
الثلاجة حتى يكتسب المشهد الصدق والفاعلية .
مرحباً بالتعليقات الجديدة .