كتبت /امل الدمرداش
رغم المشاركة المخيبة للآمال لمنتخبنا المصري في نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في روسيا وخروجه من منافسات الدور الأول بخفى حنين وبثلاث هزائم مدوية ألقت بظلالها على سمعة الكرة المصرية عالمياً .
وفي خضم هذه المشاركة الكارثية والحزن الذي خيم على الجماهير المصرية العاشقة للرياضة بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة ،سجل عصام الحضري حارس مرمى المنتخب المصري اسمه واسم بلده مصر بأحرف من ذهب في سجلات الإتحاد الدولي ( الفيفا) .
فقد حقق الحضري رقم قياسي بمشاركته في مباراة مصر مع السعودية في المباراة الأخيرة للدور الأول للمجموعات بروسيا ٢٠١٨. حيث أصبح الحضري أكبر لاعب شارك في نهائيات كأس العالم منذ نشأته في عام ١٩٣٠ حيث بلغ من العمر ٤٥ عاما و ه أشهر و ١٠ أيام . متجاوز الرقم المسجل باسم فريد موندراجون الذى شارك أمام اليابان فى كأس العالم 2014 وكان فى سن 43 عام و3 أيام. . وسيظل هذا الرقم مسجلا في سجلات الفيفا باسم الحضري و مصر لفترة طويلة وأعتقد من الصعوبة بمكان من تحطيم هذا الرقم في القريب العاجل .
وبالنظر لمسيرة الحضري مع عالم الساحرة المستديرة سنجد رحلة كفاح و إرادة و عزيمة لا حدود لها حيث من الصعب أن يستمر لاعب كرة قدم في الملاعب إلى سن الـ ٤٥ ربيعاً في مركز حراسة المرمى .
حيث هذا المركز يحتاج إلى المزيد من الرشاقة والمرونة و ردة الفعل السريعة ويعتبر حارس المرمى نصف الفريق .وإستطاع الحضري أن يملأ هذا المركز بكل كفاءة وجدارة وهو في كامل مرونتة ورشاقته ولياقته الذهنية والبدنية كما لو كان لاعبا في العشرينيات .
فالحضري صار أسطورة وضربا من الخيال ونموذج رائع للإرادة المصرية التي لا تعرف المستحيل . أصبح الحضري ظاهرة تستحق الدراسة ، فسجله حافل بالألقاب والإنجازات والبطولات .ولقد لقبته الجماهير بالسد العالي فقد زاد عن مرمى مصر لمدة عشرون عاماً حقق خلالها أربع ألقاب قارية أفريقية، بوركينافسو ١٩٩٨- القاهرة ٢٠٠٦- غانا ٢٠٠٨- أنجولا ٢٠١٠ بالإضافة لتحقيقه الكثير من البطولات المحلية والقارية مع ناديه السابق الأهلي المصري وحصوله على أفضل حارس في أفريقيا عدة مرات .
وكانت تجربة الإحتراف الوحيدة له في الملاعب الأوروبية في نادي سيون السويسري . لعب الحضري للعديد من الفرق المصرية كالأهلي والزمالك والأسماعيلي والإتحاد السكندري ووادي دجلة وعربيا أحترف بالمريخ السوداني والتعاون السعودي .
فالحضري بات ظاهرة ونموذج مشرف يجب تدريسه للنشء في المناهج الدراسية لكي يحذو الأطفال و الشباب حذوه ، ويكون مصدر إلهام لهم في المثابرة والعمل الجاد والإنضباط للوصول لقمة النجاح في المستقبل .
مرحباً بالتعليقات الجديدة .