الإجابة:
أتفهم جداً المشاعر التي تختبرينها للوضع لدى أخيك الأصغر، وبدايةً علينا الاتفاق على أن مراجعة سلة مشترياته أو تتبع سجل تصفحه أو مراقبته لم يكن ولن يكون بالخيار الأصوب، بل يعمق المشكلة ويزيد في الفجوة وانقطاع الصلة.
علينا الاتفاق كذلك أنه ليس بمقدورنا إنقاذ الناس، وجل ما يمكننا هو أن نحبهم، ومحبتنا ستصنع فارقاً، أن نحبهم كما هم وبما هم عليه، دون أن نوصل لهم أنهم محبوبون بشروطنا.
في كتابه: أبناء مثليون لآباء غيريين، يوضح ريتشارد كوهين المسار الذي يسلكه الابن وحتى إقدامه على ممارسات مثلية صريحة أو إعلان المثلية Coming out، وهي مرحلة اختبار العوامل المسببة في الطفولة من الحساسية النفسية المفرطة التي ليست عيباً في ذاتها إلا أن يضاف إليها الانفصال عن الوالد من نفس الجنس، والتنمر من الأقران، والاغتراب عن الذات وغيرها من العوامل المسببة.
ثم مرحلة نشوء المثلية والصراع معها وشعور بالرفض القديم في الطفولة ثم بالرفض الجديد بسبب المثلية، وهو صراع لا يستطيع بعضهم الصمود أمامه، فننتقل للمرحلة التالية وهي وضع حل بطلب علاج حقيقي أو التصالح مع الميول وممارسة سلوكيات صريحة، ويتردد الأغلب بين هذين الاختيارين، والنسبة الأقل هي من تنهي الصراع بإعلان مثليتها.
ما يحتاجه أخوك الآن هو الكثير من الاحتواء، والكثير من الدعم، وخاصة من الوالد أو من يقوم مقامه من الرموز الذكورية، التي يمكنها أن تدخل إليه وتستعيده. فيذكر أحدهم في مذكراته: "بضعةٌ من الرجال عالجوني حين قبلوني بالرغم من مثليتي ولم يعينوني عليها".
ما أود التأكيد عليه هنا، هو ضرورة فهم أن مجرد الميول المثلية ليست خياراً يختاره الفرد بطواعية كاملة، وإنما هناك العديد من العوامل التي تلعب دورها في كل قصة.
النسبة الأكبر من المتحرّشين بالأطفال هم من دائرة ثقة الأسرة، ولذا يوصي رائد التعامل مع المثلية جوزيف نيكولوسي في كتابه "دليل الآباء":
" لا تترك الطفل منفرداً مع أي مراهق مهما كانت درجة القرابة، ومهما كانت درجة الثقة"
إذ إن نسبة كبيرة من المتحرشين لا تعني الإساءة، بل تمارسها كجزء من سلوك المراهقة المضطرب.
مرحباً بالتعليقات الجديدة .