أدب الخلاف وتقبل الآخر.

يعتبر الإختلاف في الرأي من الأمور الطبيعية التى لا يمكن لأي حوار اوحديث أن تتم من غيره
فلكل شخص منا رأي يختلف به عن غيره وأيضا له وجهة نظر مختلفة يعبر بها عن رؤيته هو للموضوع من جانبه هو وزاويته الخاصة به
فمن الطبيعي ان تكون وجهة النظر مختلفة ولكن ليس من الطبيعي الإجبار والتأييد لفكرة معينة أو لرأي آخر غير مقتنع به
فالأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما تعودنا وكما نشأنا على ذلك
ولكن أصبحنا الآن فى أمس الحاجة لتعلم أدب الحوار والخلاف الذي سرعان مايتحول إلى جدال وخصام بل ومقاطعة الرحم أيضا بسبب الخلاف
 إننا بحاجة الآن لتقبل الرأي والرأي الآخر وبحاجه أيضا لتعلم كيف نبدي براينا على الشخص الآخر بطريقة مهذبة
إننا فى حاجه لمعرفة أن رأينا مجرد اقتراح اوفكرة اومساعدة وليس بفرض أو بإجبار كى لا ينفر منا أحد أو يستاء منا أحد نحن أهملنا في تعليم آداب الحوار والخلاف وأصبحنا نهاجم بعضنا وكثر الإنتقاد بيننا البعض بل وأصبحنا نتربص لغيرنا على أي غلطة أو اي خطأ يصدر منه
كرهنا بعضنا وقل وصالنا ونسينا أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي قال  (حب لاخيك ماتحبه لنفسك)
وقال الله تعالى  (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمه الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. .)
فلوتخيلنا مع بعض أن المحبة من القلب فى الله والصفاء والنقاء من الداخل لغيرنا سبب لنجاتنا من النار لتعلمنا أسلوب أدب الحوار والخلاف وتقبلنا آراء بعضنا بصدر رحم وروح طيبة
ولكن لا يمكن ان يتم ذلك إلا بمعرفة ثقافة الخلاف بل ومعرفة كيفية النقد لغيرنا بصورة طيبة لاتفرق بين أحد ولاتكون سببا فى جدال اوخصام بين أحد
فإذا فهمنا ذلك أصبحنا من أهل الخلاف وآدابه وأصبحنا أيضا أمه متماسكة مترابطه تنهض بشعبها للأمام