انحنت تقطف الريحان
صبية تلتحف البرد
وتجوب الجبال
خشيت على يدها
من الفلق
ابتسمت وقالت
لم الجزع ولم
القلق...
نحن متساوون مع الخرفان
ولم يعد لنا جلد إنسان
لقد رحلت عنا الحياة
لا نجزع على مافات
ولكن متى تسمع
الأصوات...
فالأبواب موصدة
والنوافذ موقدة
هاجرت الأزهار
وحنظل الريحان
يا سيدتي...
دعيني فلتدم الأطراف
وتقطر الأوصال
سينبت النرجس
ويتباهى صاحب الصولجان ...
كلّما كبرنا
يكبر فينا العوز
والنوائب والاغتمام
هذه الأرض نامت
فلا أشجارنا أشجار
ولا أبياتنا أشعار
لقد تشققت الأحجار
وحفر الحزن على الجدران...
نحن فقر وتعاسة وانكسار
ضاقت بحملها الجبال
أننتظر عصى موسى
أم بركات عيسى
فالموت ساكن فينا
واليأس غرس خنجرا
في الكبد والجنان
فلا شبابنا شباب
ولا عرفت العيون النواعس
الصبابة
ولا خفق القلب لذة
العشق
ولهفة الغرام
ولا غرد السهل
رنة الحب ولوعة الخيّام
يا سيدتي ...
ننتظر هنيهة الفجر لعل الجبل يطارد شفاه
القمر
فيتهاطل الثلج
ويسقى الريحان المنفعل
فكل ندفة تحيي ندبا
تتعطر الأيادي
وتتوسد أبهى الحلل
تتزين الصبية
ويشدو الجبل مطاردا أغاني
الرعاة
مستبيحا الهمس والغرام والقبل
يا سيدتي...
ننتظر رعدا وبرقا
يوقظ النور النائم فينا
يهز الربي فتصيح السهول
لماذا ؟......لماذا؟
اغتصب حلم الصبايا
وذبحت جدائل المطر
يا سيدتي
غدا...
سيدق ناقوس الزمن
وفوق سفح الجبل
سترسم الصبية....
نريد...نريد...
نريد
الوطن
فتحية جلاّد
مرحباً بالتعليقات الجديدة .