كتبت دكتوره سالى عبدالمنعم
قد نجد شخص يعاني من ألم ارتطامه بجدار في محاولة منه لاختراقه..... ماذا نلاحظ؟
1- هو يتألم لأن الجدار لايستجيب لرغبته و لأن الارتطام به كل مرة ينتج جروح فيه فيزداد الألم.
2- هو يشعر بالمعاناة و الأسى لما يعانيه من ألم كنتيجة لمحاولته اختراق الجدار الصلب و التبعات النفسية و الجسدية التي ظهرت عليه جراء كل تلك المحاولات .
الجدار لا يستجيب؟!
لأنه قانون من قوانين هذه الحياة أن الأشد صلابة لايخترق فوراً من قِبَل الأقل صلابة كما في المثال السابق تحديداً بكافة تفاصيله....
كيف يشبهنا المثال؟
يشبهنا في أننا نزُجُّ بأنفسنا في مُعاكسة قوانين الحياة فنتألم و نُرهق بسبب ذلك و ربما نتألم أكثر في حال استمرارنا في محاولاتنا تلك فتنتج تبعات ربما و ألم متعددة الأشكال ...... من السبب في كل ذلك؟
السبب : نحن، لأننا نريد قوانين الحياة أن تُخترق من اجلنا..... لماذا؟!
لأننا نرغب في ذلك.....
لابد أن نستوعب قوانين الحياة و ندركها قبل أن نعرض أنفسنا للاصطدام معها فنتعب و لن نتجاوز ذلك إلا بتجاوز ذلك بالنسيان أو بإدراك تلك القوانين....
أجيب مثال لنا في اصطدامنا احنا مع هذه القوانين : قانون الفناء مثلاً كقانون فرعي ناتج من قانون اكبر وهو قانون التغيير :
بأن كل شيء سيزول... سينتهي ...سيفنى لينتقل لشكل آخر بناء على قانون التغيير.... لن يستمر شي للأبد : كل الأشخاص الذي أنت حولهم و هم حولك سيأتي وقت ولن تكون هنا وهم لن يكونوا أيضاً ، مسألة وقت لا أكثر..... في حال لم نتقبل هذه الحقيقة كشعور التعلق بأشخاص او أشياء سيؤدي إلى تعبك كأثر للارتطام بذلك القانون ..... ولن تتجاوز ذلك التعب إلا بإدراك هذا القانون كقانون يسري على الجميع..... قانون اخر : قانون النمو : الذى ينص على أن النمو تدريجي و يحتاج سقاية و رعاية، مثلاً شخص يرغب انه ينجح في اختبارات اخر السنة بإهتمامه فقط قبل الاختبار بيوم.... اكيد الوضع بيكون سيئ له نفسياً و جسدياً لأنه بيرتطم بقانون من قوانين الحياة لن تُخترق قوانين الحياة من أجله......
كل منكم تتأمل حياتها و تشوف هل سبق و اصطدمت بتلك القوانين و في حال كانت حالياً في حالة ارتطام بتلك القوانين لابد تدرك تلك القوانين و تعرف التعامل السوي مع تلك القوانين بغرض تحقيق السلام النفسي و المحافظة عليه.
مرحباً بالتعليقات الجديدة .