مجلة مملكتي مجلة مملكتي
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

مرحباً بالتعليقات الجديدة .

التأثير النفسي للتعليم المبكر على طفلك:

التأثير النفسي للتعليم المبكر على طفلك:
كتبت سالي عبدالمنعم
الفترة الفائتة لاحظت موجة من الهوس الشديد من الامهات بالتعليم المبكر و عمل الانشطة لأطفالهن ..
تجد الصغير المسكين الذي لم يتعد عمره الثلاث سنوات ، لكنه يقع في دوامة من الانشطة المطالب منه أن يتقنها و كم رهيب من المعلومات و الحروف و الارقام المطلوب منه ان يحفظها عن ظهر قلب !
و النتيجة ؟! حقيقي مبهرة لغير المتخصص ، طفل في عمر ما قبل المدرسة و يتقن ما لا يتقنه طفل في المرحلة الابتدائية !

لكن بأعيننا _عين المتخصص_ نري كيف أن هذا المسكين قد نُزعت منه طفولته و توقف عقله عن الاكتشاف و التفكير و الابداع و تحول لآلة لصم الانشطة و المعلومات ..

عزيزتي الأم اعرف جيداً ان هذا نابع من حبك و اهتمامك بطفلك ، و لكن حقاً أنتِ ترهقين نفسك نفسياً و جسدياً ومادياً ، لا أحد يطالبك بعدم عمل اي انشطة مع طفلك بل على العكس تماماً ، من الرائع رجوعنا لمفهوم أن المنزل هو المدرسة الأولي و الأهم ، و لكن ما نراه ظلماً لكِ و لطفلك هو احاطته بكم مهول من الانشطة و الاستذكار تفوق قدراته و لا تترك له اي فرصة لممارسة طفولته ..

 في الحقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي حولت عملية مشاركة التجارب التعليمية الي منافسة كبرى هدّامة و ظالمة ، ضحيتها الأم و الطفل .
عزيزتي الأم ؛ كم من المرات التي قرأتِ فيها منشوراً علي احدى الصفحات او المجموعات التربوية و التعليمية و أُصبتِ بالاحباط لشعورك بالتقصير مع طفلك ؟! كم مرة لعنتِ فيها ضيق اليد لأنكِ ليس لديكِ القدرة المادية علي شراء هذه الادوات باهظة الثمن ؟! و لا سيما أدوات المنتسوري !

لو كانت " ماريا منتسوري " علي قيد الحياة لربما اصابها الجنون من هول استخدام منهجها في استغلال البشر مادياً ، و هي في صميم منهجها قائم علي فلسفة تربوية و هي استخدام ادوات من البيئة ، و خاماتها متوفرة و غير مرهقة في الحصول عليها او في صناعتها بسبب توفر و انتشار الحرفيين المهرة آنذاك .

عزيزتي الام اعرف الآن انك تتسائلين بكل حيرة و تيه ؛ ماذا افعل  ؟!

* فقط ؛ أحبِ طفلك حب غير مشروط ، اخبريه بحبك له يومياً ، اغمريه بالود و العناق .

*ابتعدي عن المقارنة بكافة اشكالها ، و اعطِ لصغيرك الفرصة لتحمل بعض المسئولية المناسبة لعمره .

*تحدثي معه ، من أكثر الاشياء اهمية التي انتزعتها منّا التكنولوجيا الحديثة هي الحديث بيننا و خاصاً الحديث مع أطفالنا ، تحدثي معه و احكي له عن يومياتك في العمل او المنزل ، عن ذكريات الطفولة ، حقاً الحديث له مفعول السحر في الاطفال من تنمية الادراك و الوعي و التواصل بينه و بين الناس و التواصل مع ذاته .

*شاركيه فيما يحب عمله و اجعليه يشاركك فيما تحبين انتِ عمله ، كصنع كيكة او النقاش عن روايتك المفضلة ..

*عرفيه علي مشاعره و علميه كيفية التعبير عنها بسؤاله في المواقف المختلفة "هل تشعر بالغضب؟! القلق؟! الفرح؟! هذا و ان تعلمين سيكون حجر الاساس لتكوين الذكاء العاطفي عنده .

* ارجوك ثم ارجوك ابعدي طفلك عن التلفاز و الهواتف المحمولة و التاب و غيرها من الاشياء التي حقاً سببت امراض نفسية و انحدار في مستوى الذكاء و الادراك عند الكثير من الاطفال ، فيكفي نصف ساعة في اليوم او ساعة علي الاكثر يشاهد فيه الكرتون ، فقط تأكدي من خلوه من اي مشاهد بذيئة او رسائل اباحية ، فما اكثرها الآن في الكرتون الخاص بالاطفال .

*اتركيه يلعب بأواني المطبخ بمجرد ان يتعلم الجلوس في شهوره الاولي ، سيفيده هذا في تنمية عضلات يده و حاسته السمعية و حاسة اللمس و بالطبع سيوفر لكِ الوقت لعمل واجبات بيتك .

*اخرجي به الي الحدائق و الاماكن المفتوحة ، فنحن لم نخلق للجلوس بين الحوائط الخرسانية ، سيخرج ذلك كل طاقاته و يجعله يتواصل مع بيئته و بالتالي ينمي المعرفة و حب الاكتشاف عنده .

* هناك قاعدة احبها و هي " ان طعام المنزل افضل طعام " ، فإبتعدي عزيزتي عن الاطعمة التي تحتوي علي المواد الحافظة و الالوان الصناعية الضارة و الزيوت المهدرجة و السكريات ، فهي ان لم تصب بالامراض الخطيرة ، فهي تضعف المناعة و تؤثر بشكل مباشر علي الذكاء و القدرة علي الاستيعاب و تزيد من النشاط الزائد السلبي .

*اقرأي له القصص ، اعتقد ان من افضل ما حصل عليه جيلنا هو قصص ما قبل النوم و حكايات أبلة فضيلة .

*احيطي نفسك بمجموعة داعمة ، تدعمك كأم و ابتعدي عن المحبطين الكارهين لأي تغيير .

*أخيراً ؛ التربية شئ ليس بيسير ، و لكن حاولي ان تستمتعي مع اطفالك ، فكل مرحلة و لها جمالها و تحدياتها ، استمتعي قبل ان يكبروا و تفصل بينكم المسافات .

عن الكاتب

مجله مملكتي

التعليقات


اتصل بنا

مبروك تم الاشتراك بنجاح فيه مجلة مملكتي سيصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظة

مجلة مملكتي