مجلة مملكتي مجلة مملكتي
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

مرحباً بالتعليقات الجديدة .

كيف تهدم أمة





بقلم :أسماء عبد الفتاح
جاء الغد وإنقضى الأمس ، وصاح الكلام ، لنكمل ما بدأناه بالأمس القريب ، لندخل في زمرة كان وما زال ......
أدركنا في المرة السابقة كيف تُهدم أول لبنة من جسد الأمة من خلال هدم أهم ركن في الأسرة بل الداعم لها وهو " الأم "مما يؤدي إلى إنهيارها وإنحلالها ، فلا نُخرج أجيال جديدة سوية ، لها قدرة على إبصار الأمور وإدراك مسئوليتها .....
لنتطرق اليوم إلى المعول الثاني من معاول هدم الأمة ...ألا وهو هدم التعليم....
جميعنا يعي أن في التعليم الصحيح نهضة الأمم ، وكلنا يعلم أن المدرسة هي المحور الثاني بعد البيت في التربية وإكساب الخلق القويم وتهذيب النفوس والإرتقاء بالعقول ؛ لذا ...... فالتعليم له الدور الأساسي والفعال في بناء شموخ الأمم .
لذا ... فهدم الأمم يقتضي هدم التعليم أولاً.......
ولكي تهدم التعليم عليك بمحور العملية التعليمية ...ألا وهو المعلم....أظلمه.....إبخس حقه....حط من قيمته......حقر من شأنه ......إجعله يشعر بالدونيه والظلم عندما يقارن نفسه بأقرانه من الموظفين الذين لا يجتهدون في عملهم ثقل ذره ولا يملكون رسالة ساميه مثل معلم الأجيال ، ورغم ذلك هم الأعلى منزله والأعلى مرتبا .....وإجعل إحساسه بالظلم يزداد عندما لا يستطع توفير أبسط الإحتياجات لأهل بيته ...عندما ينظر إلى أعين أولاده ليبصر نظرة الاحساس بالنقص.... إضغط عليه أكثر وأكثر حتى يُنتزع الضمير من داخله فيصبح همه جمع المال ، ليدوس في طريقه كل القيم والمبادي والضمير المهني .....فيصبح تعليم النشىء وتربيتهم وغرس الأسس السليمة داخل نفوسهم هو آخر مبتغاه
المعلم.........أصبحنا لا ندرك قيمته ولا نعلم قدره .....
فهو ثاني محور من محاور التربيه بعد الوالدين ، هو أولى دعائم الفكر السليم ، هو أولى ركائز المجتمع المتقدم ، فهو المضغه التي إذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت هوي المجتمع وتناثر مع هبات ريح عاصف وتلاشت مدائنه في غيبات الظلام . 
مربي الأجيال ، صاحب رساله ساميه لم يكن التعليم هو أولى أهدافها ، وإنما التربيه ، وتنميه وتوجه التفكير ، وتفجير الإبداع .
المعلم " صانع أجيال " من تحت جناحيه تداوي الجروح ، وتستتر الابدان ، وتزرع الأرض ، ويقام العدل ، وتحكم الكلمة ، وتُبنى الأوطان . 
يَخلف الأب في مكانته وقد يعلوه أحيانا .


لذا ..... إذا أردت أن تعرف قدر أيَّ أمة فأنظر لشأن معلميها ، فإن كانوا الأعلى قدرا والأكثر قيمه داخلها ، فهي أمة متقدمة مستقلة بأفكارها ،تقف على اسس ودعائم صلبه 
تتمثل في أجيال هم الغد والمستقبل .
أما الأمة الجاحدة والناكرة لقيمة وقدر قامة من قاماتها ، فهي أمة تسعى إلى الإنزلاق في هوة الجهل والإتباع ...........
نعم.... فهي أمة تابعة ، مقلدة ،تتأرجح من نظام إلي نظام ، فينتقل ذلك بديهيا إلى أجيال هم دعائم المستقبل ، فتصبح دعائم ركيكه هشه.
لذا فعلى الأمة أن تصنع معلميها أولا وتدرك قدرهم وقيمة دورهم .
فأعلوا قدر المعلم.. تنهض الأمم

عن الكاتب

مملكتي

التعليقات


اتصل بنا

مبروك تم الاشتراك بنجاح فيه مجلة مملكتي سيصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظة

مجلة مملكتي