قصة قصيرة بعنوان " رحمه".
بقلم الكاتبة : نهلة حسين
تزوجت بعد معاناه فى طلبات الزواج فكنت احب جارتى وتحديت الصعب حتى فوزت بها وبقلبها وكان والدها رافض زواجها منى ولكنى احبها ومن اجلها تحملت كل شىء وتم الزواج واثمر بطفله جميله رحمه كل حياتى ارجع من شغلى بسرعه عشانها بحبها بطريقه جنونيه ليس لانها ابنتى ولكنها بنت حبيبتى رحمه
لاحظت عليها اعياء وهى فى قمه لعبها معى كنت اظن انه من المجهود الزياده فى اللعب احضر اليها العصير ولكن الاطفال لا يشعرون بتعب تفضل تصرخ بوجهى يلا يا بابا نكمل وذات يوم وزوجتى الحبيبه تحضر لنا الغداء ورحمه ليس بعادتها فهى نايمه كالملاك فسالت زوجتى نايمه ليه قالت لى دعها تستريح لانها لم تنم جيدا بالامس ودخلنا حجره الطعام وشىء ما يقول لى قوم انظر عليها وبالفعل تركت الطعام من يدى ودخلت غرفتها وجدتها تنازع جريت عليها انها محمومه اخداتها مسرعا لاقرب مستشفى طلبوا تحاليل واشاعات ويقيت هتجنن مش فاهم حاجه ليه كل ده مجرد سخونيه جبتها اطمن عليها قالولى بنتك لازم تفضل معانا تحت الملاحظه طب ليه طمنونى لسه محددناش لما نتاكد هنعرف تقدر تروح وتسيبها
اروح ازاى من غيرها انا هاخد بنتى معايا
لو اخدتها فى خطوره على حياتها لو سمحت اهداء وخليك بره
خرجت مش شايف حاجه وجلست على كرسى لقيت ام بتبكى بحرقه وبكاءها استفزنى وانا مشدود لقيت نفسى بشخط فيها بس كفايه انتى بتفولى فى وشى الست نظرت لى نظره وعيونها حمراء مثل كاسات الدم
وقالت الهى ما يحرق قلبك زى ما قلبى ما هو محروق وموجوع
كلامها هزنى اعتذرت ليها انا اسف اصل مشدود شويه بنتى حرارتها مرنفعه ولسه محدش عارف سببه ايه قالت ربنا يطمنك عليها ويشحتهالك يارب طب حضرتك اقدر اساعدك بايه قالت انا لا خلاص عرفت ابنى ومصيره انت اللى محتاج مساعده مش اانا وتركته ومشيت فضل ينظر عليها وهى تمشى وتقول فوضت الامر ليك ياصاحب الامر ندهت على ممرضه سالتها الست دى مالها قالتلى ابنها توفى عشر سنين كان على طول محموم وكانت تعطى له مضادات حيويه دون استشاره طبيب حتى تمكن الفيرس اللى بداخله ان يطور نفسه وعندما جاءت به هنا وعملنا مزرعه لاختيار نوع المضاد كان الولد يحتضر حسيت بشعور غريب بقى نفسى اجرى وراها اقولها حقك عليه لقيت نفسى واقف متسمر عمال اقول يارب صبرها والطف بيها يارب قويها وفضلت ادعيلهاوبقبت متابعها من فوق ساعات بتمر ثقيله وخرج جثمان ابنها امام عينى منظر لا احد يتوقعه ولا يتحمله وفضلت ابكى وادعى للام وابنها وجاء الطبيب لى وقال اكتشفنا ان انزيمات الكبد. عاليه بعد التحاليل والاشاعات والملاحظه عرفنا السبب هلخصه فى كلمتين بنتك تحتاج عمليه عشان نوقف نشاط البؤر الموجوده على الكبد لقيت نفسى بقول الحمدالله ماشى اعملوا اى حاجه بس تكون كويسه ابوس ايديكم اخدها واروح الدكتور قالى اهداء بنتك ضعيفه جدا مش هنقدر نعملها حاليا تشد حيلها ومع المتابعه والوقت المناسب هنعملها
اقدر ادخل اشوفها الدكتور قاله تستنى لما تفوق بلاش تشوفها كدا ما سمعتش كلامه وبصيت عليها ايه ده ياقلب بابى مستحمله كل ده ازاى ياريتنى انا وانتى لا
قومى يلا وجدت ايدين بطيطب على كتفى وتقولى لو سمحت محتاجين حد يتبرع بالدم لطفله عمرها تلات سنين قولتلها من غير تفكير انا
وروحت معها واتبرعت بالدم ودخلت مسجد المستشفى اصلى وادعى ربنا لقيت راجل مسن وجهت له تحيه قال ربنا هيراضيك ان شاءالله قولتله يارب قالى شايف الولد اللى بيبيع مناديل ده انده عليه وراضيه ندهت على الولد جيت اديله فلوس رفض قالى انا مش شحات انا ببيع مناديل اشتريت منه كميه وفضلت استغفر كتير وخرجت من الجامع على صوت طفله تصرخ من المها جريت عليها اكنها ابنتى ما بها لقد انسكب الحساء ساخن على رجلها وفخدها ساعدتهم بسرعه لدخلوها للدكتور وعمل الاسعافات الازمه لها ووجدت نفسى بشتغل مع الممرضين واساعدهم والكل يدعى لى ولابنتى كل ما اتمم شى اطلب الدعاء لها وبين الحين والحين انظر لابنتى اجدها نايمه من كثره مساعدتى لطلبات الناس كانوا بينادوا عليه كل ما يحتاجوا شى سرحت برهه من الوقت وقولت من قلبى الحمدالله ولاول مره اعى معنى كلمه الحمدالله استشعرت بقلبى ينتفض ورضا بداخله وجاءت الممرضه حضرتك عايزينك فوق طلعت اجرى بسرعه خير يا دكتور سالنى فى استغراب انت عملت ايه
قولت فى ايه
بنتك عندنا بقالها يومين وضعيفه جدا والانذيمات عاليه واستجابتها قليله قولتلك ونبهتك انها مش هتستحمل عمليه بسبب ضعفها
قاله حصل ومن ساعتها انا متركتش المستشفى رد الدكتور ايوه عملت ايه بقى فى اليومين دول
هو فى ايه يا دكتور بنتى جرالها حاجه طمنى قاله تقدر تدخل وتستلمها
لم اقدر استوعب كلامه انت عايز تقول ايه بنتى ماتت
لقيت الدكتور يطبطب على كتفى ويقولى بنتك شفاها الله من عنده ولا يوجد بها اى مكروب عشان كدا بساءلك عملت ايه
احتضنت الدكتور وخرجت مسرعا لغرفه ابنتى لم اجدها بسريرها وجدتها مع الممرضه تنظر من الشرفه ندهت عليها جريت مسرعه اليا احتضنتها وكملت اجراءات الخروج وروحت البيت مع ابنتى ولكن عهدى لم ينقطع مع الله كنت كل يوم قبل ما اروح اعدى على المستشفى اساعد المرضى والمحتاجين اقدم لهم مساعدات من طعام او دواء او تبرع بالدم او شراء ادويه وعلاج للمرضى وتبنيت الولد الذى بيبيع مناديل وساعدته على ايجاد وظيفه فى محل وادركت معنى الحمدالله
مرحباً بالتعليقات الجديدة .