خواطر بقلم الكاتب / إسلام حمدى
********************************
في يوم كنت رايح أركب ميكروباص من الموقف في وقت متأخر أوي من الليل .. والموقف فيه عدد قليل جداً من الميكروباصات ، وتقريبآ مافيهوش ناس خالص .. كل تلت ساعة تلاقي إتنين تلاتة بيسألوا على خط ميكروباص معين .. وإنت وحظك بأه ..
سواق الميكروباص واقف على جنب بيشرب شاي وفاقد الأمل إنه يحمل العدد كله وراضي بأي حد بس ييجي عشان يطلع من الموقف ..
قعدت في الميكروباص لوحدي فترة .. شوية وجه تلات شباب معاهم كمبيوترات في كراتين وركبوا الميكروباص خدوا الكنبة اللي قدام ..
السواق أول ما شافهم جه جري وكأن ردت فيه الروح .. وقال يستغل الفرصة عشان يملا الميكروباص .. بصلهم وقال لهم : لامؤاخذه يا شباب .. ماينفعش كده .. إنتوا تاخدوا كنبتين .. كنبة ليكم وكنبة للكراتين دي ...
الشباب تنحوا وبصوا لبعض ومش لاقيين رد على السواق ..
فأنا تطوعت بالدفاع عنهم ، ولبست الروب الإسود ورديت على السواق وقولت له : ليه يعني كده يا أسطى .. هوه إستغلال ؟! .. كل واحد قاعد على رجليه كرتونة .. ياخدوا كنبة تانية ليه .. وللا عشان مافيش ركاب يعني عايز تملى الميكروباص وخلاص ؟؟!! ....
وقولت بالمره أسخن الشباب عليه وقولت لهم : إحنا المفروض مانرضاش بالإستغلال ده ونعترض ونرفض .. وكلمتين كده من بتوع حقوق الإنسان ..
السواق رد وقال : هوه كده .. لو مش عاجبكم إنزلوا إركبوا آخر مترو يمكن تلحقوه .. أو خدوا تاكسي ..
الشباب بعد ما سخنوا طبعآ قرروا إنهم ينزلوا ......... ونزلوا فعلاً ..
بعد ما نزلوا .. رجعت تاني لوحدي في الميكروباص .. والسواق قاعد سرحان في مصير الدور المشؤم ده .. وبعدين حس بوجودي وراه .. فراح متدوَّر بالراحة وبص لي وإتفاجئ بيا وقاللي : وإنت مانزلتش ليه ..
قولت له : لا ما هو .. أصل أنا .. مش معاهم .....
وهنا تكرر مشهد عادل إمام وهوه بيتسئل في المحكمة في مسرحية شاهد ماشافش حاجه... الراجل بصلي بإندهاش وقاللي لي : مش معاهم ؟؟ .. مش معاهم آه ..أنا ناقص ياخويا .. !!!
ملاقيتش رد أقولهوله يشفي غليله غير إني أنزل بإحترامي وبهدوء ومع نفسي كده أشوف حاجه تانية أركبها قبل ما أتطرد أو يحصل معايا حاجه ماقدرش أحكيها
#خواطف
مرحباً بالتعليقات الجديدة .