كتبت اسماء عبد الفتاح.
تراقصت نسمات الصباح تداعب عيناي تدعوني إلى الأستيقاظ ، لتذكرني بيوم المكتبه ،.... عذرا ......لعلكم لا تدرون ماذا أعنى " بيوم المكتبه " .........
سأخبركم ،
ذلك يوم أقضيه في مكتبه والدي ، بالطبع بعد الإستئذان والتنسيق مع والدي ، لأسبح في ثنايا الكتب ومع طيات الصحف لأتجرع منها العلم وأستنشق الحلم وأبث الأمل .
لذا أسارع في ذلك اليوم بالأستيقاظ باكرا حتي أقضي وقت كافى بين أحضان العلم والثقافه والقصص والروايات ، لأستقي العبره وأستلهم الفكره .
لذا بادرت اليوم بالأستيقاظ وأسرعت إلى والدى أستأذنه في الدخول ....
صباح الخير يا أبي ...
صباح النور يا أبنتي العزيزه ..... مالي أراكِ ذات همه ونشاط على غير العاده ، ماذا ورائك .......
ألا تتذكر يا أبي ......
ماذا هناك يا باسمة الثغر .........
ألا تتذكر .....إن اليوم هو يوم المكتبه .
نعم .....لذا أنا أجلس في المكتبه إنه يومي .
أبي ........
الأب وهو يضحك .....تمهلي ولا تغضبي ...... فأنا أتذكر أنه يومك ولكني أمازحك .
اه منك يا أبي .... ...
ماذا ستقرئين اليوم .
لا أدري يا أبي.... ، لم أحدد ....، ولكن سأترك أناملي تختار .
هل أختار لك .
على الرحب والسعه يا أبي .
فأشار إلي أحد الكتب في الرف العلوي من المكتبه ، قائلا: لعله يروق لكِ ، أما أنا فقد حان موعد ذهابي إلى العمل ، إراك لاحقا ...
إلى اللقاء يا أبي في رعاية الله.
إقتربت من المكتبه وإلتقط ذلك الكتاب ، وقرأت عنوانه ، " طوق الحمامه " لإبن حزم الأندلسي.
تصفحته قليلا فأدركت أنه يتناول الحب وطرقه المختلفه .
ولكن ...
أثارني في بداية الأمر ذلك العنوان كثيراً
" طوق الحمامه" لم أدرك معناه ، ولما إنتقى كاتبه ذلك العنوان بالذات ، وما دلالته علي كتاب موضوعه الحب ؛ فأصبح شاغلاً لعقلي وتفكيري في نومي ويقظتي،
وظللت أبحث في جوانب عقلي ، للإجابه عن سؤال فرضه علي الفضول ، ولكن لم أجد مجيب أو لم أجد الطريق ، فإعتمدت علي عقلي وظللت أصول وأجول في داخله ، إلي أن طرأ على ذهني لقطات متنوعه من أعمال دراميه وسينمائيه عربيه وغير عربيه يربطهم شئ واحد ، ألا وهو "طوق الحمامه "ا لذي كان التلغراف والبريد ، بل ووسيلة الإتصال والتواصل لكل عاشق محب ،في عصر لم يتعارف فيه الناس من خلال فيس بوك أو تويتر ولم تكن وسيلة بعث الرسائل هي واتس اب أو ماسنجر ، وإنما كانت من خلال طائر يجوب البلاد ويقطع المسافات من أجل فقط أن يوصل رسالة عاشق محب إلى وليفه ، طائر كان وما زال هو رمز الحب والوفاء والسلام ، سلام القلب والروح .
لذا وددت أن أتعارف لما الحمام لما لم يكن أي طائر آخر ، فلجأت إلى عمتي سآءله :
عمتي ....عمتي ....أتأذني لي بالدخول ؟؟؟
تفضلي يا إبنتي .....
يبدو على وجهك الحيره ، هاتي ما عندك ......
نعم يا عمتي لدي سؤال أبحث له عن إجابه .....
إسألي يا إبنتي .......
قرأت كتابا يتحدث عن الحب ولكن كاتبه إتخذ من الحمام عنوان له ليدلل به عن موضوعه ، ولكن لا أدري لما يرتبط ذكر الحمام دائما بدلالة الحب ، هل يوجد قصه وراء ذلك يا عمتي ؟؟؟!!!!
فإبتسمت قائله : نعم .
قلت : كيف !!!!!!
فقالت : الحمام يا بنيتي هو من صنع الألفه بين الناس فهو مثال للإخلاص والوفاء ، فلكل ذكر وليفه يكتفي بها وتكتفي به ، فلا ينظر هو لغيرها ، ولا تسبدله هي بآخر ، يتشاركا الحياة سوياً بحلوها ومرها ، وعندما يحين إنجاب صغار يتشاركا أيضاً المسؤليه ، فلا يلقي الذكر علي عاتق أُنساه كل المسؤليه وإنما يشاركها لحظه بلحظه ، فتضع الأنسى البيض في العش وتتبادل هي ووليفها الأدوار في النوم على البيض " الرقود عليه ".
فعندما تنام هي على البيض يخرج هو ليفرج عنه نفسه ويبحث عن الطعام ، ثم يعود ليأخذ مكانها وتخرج هي لتفرج عن نفسها ، وتتناول الطعام ، وهكذا إلي أن يحين ميعاد خروج الصغار إلي الدنيا ، وإستنشاق هواء الرحاب الواسع .
وهنا تزداد المسؤليه علي عاتق الأب والأم فلن يخرجا للحصول علي طعام لهما فقط بل لهما ولصغارهما ، هل تدرون ماذا يفعل ذلك الطائر الذي لم يضرب لنا مثل للإخلاص والوفاء فقط بل ضرب لنا أروع مثل في حسن المعاشره وتقدير المسؤليه بل والحنان الأبوي والأمومه المثاليه ، ماذا يفعل لكي يطعم أولاده ، يقوم بتخزين الطعام في معدته ثم يأتي متلهفاً إلى صغاره ليسد جوعهم ويروي ظمأهم فيتزودون من جوفه ما يمنحهم الحياه ويعلمهم الحب والوفاء ،
فيتزودون من جوف ابيهم الطعام حاملاً معه الحب الأمان والوفاء، ومن جوف أمهم الطعام مصاحباً له الحب والحنان والأخلاص.
ليكن الحمام هو الطائر الذي ضرب لنا أروع مثل في الألفه بين القلوب ليصبح معلم الإنسان الأول ، فيعلمه الحب والأخلاص وحسن المعاشرة وتشارك المسؤلية ليكن منبع الحب والحنان والأمان لمن حوله .
فسبحان الخلاق العظيم .
عزيزي القارئ ........
أدركنا سوياً سبب إختيار كاتبنا لذلك العنوان بالذات ليدلل به على محتوى كتابه الذي سنتعرف عليه في المستقبل القريب، كما تعرفنا على طائر نعيش معه ويعيش وسطنا ، كان له الدور الأكبر في إنعاش الحب وإعطائه مذاقه الخاص ولذته الخلابة .
وإلى هنا أعزائي الكرام يكون قدجاء المنام وإنقضي الكلام ،
ولكن موضوعنا مازال باقي سنكمله بإذن الله تعالي في الأعداد القادمة.
الفراق على أمل اللقاء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مرحباً بالتعليقات الجديدة .